ليله القدر
هي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم. سميت بهذا الاسم " القدر"
لأنها ليلة ذات قدر، أي لها شرف ومنزلة حيث نزل فيها كلام الله.
ولهذه الليلة فضل كبير، فقد فضّلها الله سبحانه وتعالى على سائر الليالي
وجعلها خيرًا من ألف شهر، يعطي الله مَن عَبَدَهُ فيها وعمل الخير ثوابًا عظيمًا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر
له ما تقدّم من ذنبه". وفي هذه الليلة تنزل الملائكة ومعهم جبريل عليه السلام
على عباد الله المؤمنين يشاركونهم عبادتهم وقيامهم ويدعون لهم بالمغفرة والرحمة.
بيّن الرسول عليه الصلاة والسلام أنّ ليلة القدر تكون في إحدى الليالي الوتر
العشر الأواخر من شهر رمضان. وقد اعتاد المسلمون الاحتفال بإحياء هذه الليلة
المباركة في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الفضيل.
يحيي المسلمون ليلة القدر بذكر الله تعالى وعبادته فيكثرون فيها من الصلاة
وتلاوة القرآن الكريم وعمل الخير. ويدعو المسلم بما شاء من طلب الخيرات
في الدنيا والآخرةلنفسه ولوالديه ولأهله وللمسلمين. وتقام ليلة القدر في المسجد
ويجاز قيامها في البيت.
يقول الله تعالى:
القدر :
مصدر قدرت أقدرقدرا..والمراد به ما يمضيه الله من الامور..
قال تعالى:
(" أنا كل شيء خلقناهُ بقدرِ ")
وأختلفت الاقوال في تسمية هذه الليلة بالقدر إلى سته أقوال ؟؟؟
القول الاول :
سُميت بالقدر لقدر منزلتها وعظم شرفها ، نظير قولنا لشخص محترم : فلان له قدر عندنا ..
وجاء ذلك في القرآن :
(" وما قدرُوا الله حق قدره ")
(" ليلةُ القدر خيرُ من ألف شهرِ ")
ويمكننا نحتمل ذلك في وجهين ؟؟
الوجه الأول :
أن الشرف والقدر يرجع إلى الإنسان المؤمن والعامل في هذه الليلة العظيمة ..
الوجه الثاني :
لأن يعود الشرف والقدر إلى الأفعال والطاعات في ليلة القدر ، حيث تزداد القيمة والفضيلة لها دون شائر الليالي ..
وقد جاء ذلك في قول الإمام الصادق عليه السلام :
(" العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ")
القول الثاني :
إنها الليلة التي قُدر فيها نزول القرآن الكريم ..
القول الثالث :
إنها الليلة التي من أحياها نال قدراً ومنزلة ورفعة عند الله تعالى ..
القول الرابع :
لأن القرآن بكل ثقله وقدره نزل على الرسول الاعظم بواسطة الملك المعظم في هذه الليلة ..
القول الخامس :
لأن الملائكة تنزل في هذه الليلة ، ولكثرتهم تضيق بهم الأرض ، إذ القدر جاء بمعنى الضيق ، لاحظ قوله تعالى :
(" ومن قُدرعليه رزقُهُ")
القول السادس :
الليلة التي تُعين فيها مقدرات العباد لسنة قادمة ، ومن رزق جديد وعمر جديد ، والشاهد على ذلك القرىن العزيزوالسنة الشريفة ..
قال تعالى :
(" إنا أنزلناه في ليلة مُباركة أنا كُنا مُنذرين * فيها يُفرقُ كُل أمرِ حكيمِ")
علامات ليلة القدر
هذا ما تيسر جمعه على عجلة من أمري !
الأولى : أن تكون لا حارة ولا باردة
الثانية : أن تكون وضيئة مُضيئة
الثالثة : كثرة الملائكة في ليلة القدر
الرابعة : أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع
وإليكم – رعاكم الله – الأدلة :
قال عليه الصلاة والسلام : ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة ، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة . رواه ابن خزيمة وصححه الألباني .
وقال عليه الصلاة والسلام : إني كنت أُريت ليلة القدر ثم نسيتها ، وهي في العشر الأواخر ، وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة ، كأن فيها قمرا يفضح كواكبها ، لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها . رواه ابن حبان .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى . رواه ابن خزيمة وحسن إسناده الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم : وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها . رواه مسلم .
يعني تطلع في اليوم الذي يليها
وتلك العلامة بشارة لمن قام تلك الليلة
لأنها تكون بعد انقضاء ليلة القدر لا قبلها
وهناك علامات أخرى لكنها لا تثبت
مثل أنه لا تنبح فيها الكلاب ، ولا يُرمى فيها بنجم ، أو أن ينزل فيها مطر .