هذا الجدول يوضح تأريخ تتابع الفترات الجليدية في أقسام البلايوستوسين وما يقابلها من فترات مطيرة في العروض الوسطي ) بالمغرب العربي ومصر (وما طرأ على مناسيب البحر المتوسط من تغيرات . وفى كل فترة جليدية يمتد الجليد في مساحات كبيرة من العروض العليا حتى خط عرض 40 ، وتفاوتت مساحتها من فترة جليدية إلى أخرى ، ويعتبر امتداد المندل أكثرها وقد أمكن تقدير جمله مساحة الجليد في عصر البلايوستوسين بـ 35.29 مليون كيلو متر مربع ، ثلث هذا الامتداد الجليدي في قارة أمريكا الشمالية( 11.25 كم2 ) ما يقابله(32.6% تقريباً) ، وأكثر من خمس امتداد الجليد حوالي 43.6% يوجد في قارة انتاركتيكا وجرينلند يوجد فيهما حوالي (15.4 مليون كيلومتر مربع) ، وفى قارة أوروبا يوجد السبع حوالي(%14.5) 5.12 كيلومتر مربع رغم صغر مساحتها والباقي من امتداد الجليد تقل عن القشر (9.2%) تركز في شمال قارة أسيا( 3.25 مليون كيلومتر مربع ) * وتقابل الأدوار الجليدية في العروض العليا أدواراً مطيرة في العروض الوسطي ، فكان لزحزحة الجليد حتى خط عرض 40 درجة أثرة في زحزحات متتابعة للإقليم التالية ، فحل المناخ الدافئ محل شمال الصحارى الحالية . فيقابل جليد دنو الفترة الملاوية المطيرة في المغرب، ويقابل جليد الجنز الفترة المطرية السلاوية، ويقابل فترة مندل الجليدية العامرية - المطيرة، ويقابل( رس ) الجليدية الفترة التنسقية المطيرة، ويقابل فترة فيرم الجليدية بقمتيها دور مطير له قمتين مطيرتين هي الغربيه والسلطانية. ويقابل الفترات بين الجليدية والدفيئة في العروض العليا فترات مطيرية جافة. * أما العصر المطير في العروض الوسطي في مصر يتألف من دورين كبيرين ، الدور المطير الأول( وهو الأقدم) ، وهو دور أطول يقابل جليد المندل والرس وفترات جنز – مندل ، ومندل – رس غير الجليدية الدفيئة ، ويقابل الدور المطير الثاني فترة فيرم الجليدية ، والفترة الجافة التي تفصل بين الدور المطير الأول والثاني تقابل رس – فيرم غير الجليدية الدفيئة . · أولاً - الآثار البيئية الكبرى (الكروية) كان لحدوث الجليد في أعالي القارات التي تصل إلى ملايين الكليومترات المكعبة أثره في انحباس جزئ لدورة التصريف المائي فبدلاً من أن تستعيد المحيطات للمياه التي انفصلت عنها بالبحر بعودتها مع الأنهار التي تصب في تلك المحيطات، أصبح كمية ما تستعيده البحار أقل بكثير من كمية الفقدان، فكانت المحصلة النهائية انخفاض مناسب البحار والمحيطات أثناء الفترات الجليدية فتنحسر المياه عن الشواطئ القديمة عند مناسيبها القديمة وتكون لها شواطئ جديدة عند التقائها باليابس في ظل المناسيب الجديدة. · وفى الفترات بين الجليدية الدفيئة تذوب الغطاءات الجليدية، وتتقلص حجومها وتنصرف المياه بعد ذوبانها إلى البحار والمحيطات بعد انحباس طويل على اليابس في هيئه جليد، فترتفع مناسيب البحار والمحيطات، وتغرق الشواطئ التي صنعتها الفترات الجليدية عند انخفاض المناسيب. · تعرف الشواطئ القديمة بالشواطئ الغارقة لكي تميز عن الشواطئ المرتفعة التي تكونت عقب حدوث الفترة الجليدية وانخفاض المناسيب البحرية. · وكان ًلتكرار حدوث الفترات الجليدية في عصر البلاتوستوسين أثرة في حدوث تكوين الشواطئ المختلفة المناسيب باختلاف مناسيب المحيطات والتي ارتبطت بتتابع حدوث الجليد وذوبانه ويمكن تمييز ستة شواطئ في عصر البلاتوستوسين وهى توجد عند ساحل مراكش بالمغرب وكانت هذه الشواطئ عند الأعماق آلاتية-: 1- على عمق 600 م ويسمى بشط كلا بريا ويعاصر ما قبل جليد دنو. 2 -على عمق 80 م ويسمى بالشط الصقلي ويعاصر فترة دنو -جينز الدفيئة 3 -على عمق 60 م ويسمى الشط الميلازى ويقابل فترة جنز- مندل الدفيئة 4- على عمق 30 م ويسمى الشط التيرانى ويتفق مع فترات مندل - رس الدفيئة 5- على عمق 20 م ويسمى الشط المونستيرى أو الجريمالدى ويتفق مع الفترة الجليدية 6- على عمق 1.5 م ويسمى بشاطئ الفلاندرز وهو يقابل فترة تقهقر الجليد · ويرجع تسميه هذه الشطوط بهذه الأسماء نسبه إلى أول مكان وجد فيه هذا العمق. · وترتيبا على تغير مناسيب البحار والمحيطات في الفترات الجليدية وغير الجليدية (الدفيئة) تغيرت ظروف النحت والارساب في الأحواض النهرية ، لاختلاف مستويات قاعدة هذه الأنهار والبحار والمحيطات أو تغير نقط الانصباب ، فعندما ينخفض مستوى سطح البحر تمر الأنهار بدوره نحت للوصول إلى مناسيب نقطة الانصباب الجديدة ، وعندما يرتفع مستوى سطح البحار لعوده مياه الجليد الذائبة إليها ، تغمر الأجزاء الدنيا من الأنهار وتتحول إلى حاله إرساب وردم للوصول إلى المناسيب الجديدة المرتفعة . ففي نهر النيل يميز جون بول في قطاع عرض الوادي النيل المدرجات النهرية حيث أن أعلى مدرجات نهر النيل تقع على ارتفاع240 - 115 - 90 - 60 45 - متر هذا فوق مستوى الفيضان الحالي , ويعنى هذا أن مناسيب البحار والمحيطات كانت أكثر ارتفاعاً في البلاتوستوسين عن الوضع الحالي آو عند مناسيب تلك المدرجات . · وتعتبر المعابر البرية إحدى الظاهرات التي ترتبت على حدوث الجليد، فقد اتصل العالم القديم من أوربا بالعالم الجديد من خلال الجليد المتجمد فيما بين المملكة المتحدة وجزر فاروس و جرين لاند وبافن شمال المحيط الأطلنطي, واتصلت أمريكا الشمالية بآسيا عند بوغاز بيرنج (96) كم فيما بين كيب أيست وكيب ويست من خلال جزر ديوميد و جزر ألوشيان ونير حيث تجمد مياه البوغاز الضحلة .قد أدى انخفاض منسوب البحر في عصر البلاتوستوسين إلى ظهور قيعان ما بين الجزر مثل اتصال أسبانيا بجزر البليار، وكانت سردينيا و كويسيكا كتلة واحدة كانت متصلة بشبه الجزيرة الإيطالية قبل ظهور خليج بونيفاكيو، وكانت تربط جزيرة قبرص باليابس القريب. وتختلف الآراء فيما يتعلق بإيصال جزيرة صقلية بمالطة واتصال أوروبا بأفريقيا عن طريق جبل طارق الذي كان أقل عمقاً واتساعاً منه ألان. ومن المعابر القديمة أيضاً معبر ملقا الذي يربط سومطره وجادة وبورونيو. وكانت هذه المعابر بمثابة الجور التي عمرها المعمرون الأوائل. · وكان بتكوين الجليد في أعالي القارات ويعاصره حدوث المطر في العروض الوسطي شمالي الصحارى المدارية في فترات غير متعاقبة تفصلها فترات يتقهقر الجليد شمالاً ويسود الدفء في أعالي القارات ويعاصرها أيضا فترات يسودها الجفاف شمال الصحارى المدارية، وساعد ذلك على هجرة الأشكال النباتية من مواضعها المعتادة ( حاليا ً) إلى الجنوب في الفترات الجليدية في اتجاه العروض الاستوائية، وتهاجر نحو الشمال في الظروف العادية ( الفترات الدفيئة و الجافة. ) ولكن مدى هجرة الأنواع النباتية في اتجاه القطبين أو الاستواء في الفترات غير الجليدية والجليدية على التوالي على ما يسمى بمفهوم التحمل البيئي Eco Logical Tolerence لهذه الأنواع النباتية. · وقد ترتب على هجرة الإشكال والأنواع النباتية هجرات مماثلة لأنواع الحيوان فتحركت الحيوانات المرتبطة بالثلج والبرد في اتجاه العروض الوسطي بسيادة رقعه مساحة الجليد في الفترات الجليدية حتى خط عرض 40درجه، تلاها الحيوانات التي كانت تعيش في المناطق المعتدلة الباردة في جنوب أوروبا، ثم الحيوانات الدفيئة في شمال الصحارى الحالية 0 وانقلب الحال في الفترات الدفيئة بين الجليدية، فبعد انكماش الجليد وتقهقر في اتجاه مراكزه الأصلية في العروض العليا، هاجرت الأنواع الحيوانية في نفس الاتجاه. ثانيا – الآثار البيئية على المستوى الإقليمي ترتب على تكرار حدوث الجليد في أعالي القارات وذوبانه في دورات متتالية أثرة في تشكيل بيئة العروض العليا للقارات فقد ترتبا عليه عدة ظاهرات هامة-: 1- تكوين البحيرات الجليدية كالبحيرة العظمى في الولايات المتحدة وبحيرات فنلندا) مثل بحيرتي أوينجا و لادوجا( وغيرها لسوء صرف الجليد المذاب أي عدم ذوبان الثلاجات الجليدية إلي بحر أو محيط بل انصرافها إلى اليابس حيث تكونت البحيرات الجليدية 2- تكوين الركامات الجليدية التي تحدد نهاية الغطاءات الجليدية وذوبانها والركامات الجانبية في الأودية الجليدية نتيجة ذوبان جليدها. 3- تلال الكام والدرملين التي تكونت عن الإرساب الجليدي غير المنتظم فيما يلي الركامات النهائية. 4- تربه اللويس في أوروبا فيما بين الصين وغرب أوروبا، والتي نقلتها الرياح من الركامات الارسابية الجليدية وارسابتها في مناطق بعيده، وتتألف من الرواسب الدقيقة 5- الانخفاض التوازني في الأرض التي غطتها الكتل الجليدية بأحجام كبيرة مثل ارض فينوسكانديا وبحر البلطيقى 6- تكوين الأودية الجليدية والفيوردات الساحلية( مصبات الأودية )على هيئه حرف (U) بعد أن كانت قطاعاتها العرضية النهرية على هيئة(V) · وفى بيئة العروض الوسطي كان للمطر إثره في التشكيل البيئي لها وأهم الظاهرات المترتبة على الظاهرة المطيرة( التي تقابل جليد العروض العليا) أهم الظاهرات المترتبة على الظاهره المطيرة هي 1- المياه الجوفية المتحضرة : - كان لتسرب مياه الأمطار الساقطة على شمال الصحارى المدارية إلي أعماق كبيرة أثره في تكوين المياه الجوفية العميقة من أصل مطري بلايوستوسينى، وهذه المياه غير متجددة ألا في أجزاء محدودة تسقط عليها الأمطار. 2- انتشار الأودية النهرية الجافة : - في مناطق مختلفة من الصحارى وخاصة أجزائها المرتفعة لتؤكد على سيادة المطر في البلايوستوسين، مثل وأدى العريش ووادي قنا في مصر. 3- انتشار المخفضات الواحية ( الواحات ) في الصحارى للدلالة على انتشار البحيرات المائية في عصر المطر، مثل مخفضات الخارجة والداخلة والفرافرة والبحرية وأبو منقار والقطارة وسيوة والفيوم في مصر، وتوجد تربات سوداء تدل على امتداد بحيرات أخرى مثل بحيرة بئر طرفاوى( 50.000 كم2) في شمال شرق مرتفعات العوينات وهضبة الجلف الكبير . 4- تكوينات الترافرتين (الجير) حول الينابيع القديمة والطوفا(اللاتريت) وتدل على زيادة المطر وارتفاع درجه الحرارة. |