مع تبقى ٢٧ يوما على انطلاق بطولة كأس العالم فى جنوب أفريقيا جاء إعلان القوائم المبدئية للفرق المشاركة لتشهد العديد من المفاجآت والظواهر الجديدة على المونديال، بالإضافة إلى غياب نجوم من العيار الثقيل عن البطولة، مما تسبب فى خطف الأضواء من ختام بعض الدوريات المشتعلة مثل الدورى الإيطالى الحائر بين روما وإنتر ميلان، والدورى الإسبانى الذى اشتد فيه الصراع بين برشلونة وريال مدريد.
ويأتى المنتخب البرازيلى حامل اللقب خمس مرات من قبل على رأس الفرق التى شهدت قوائهما مفاجآت بعد استبعاد الثلاثى رونالدينهو وألكسندر باتو وأدريانو من القائمة.
وشنت الجماهير البرازيلية حملة ضارية على كارلوس دونجا المدير الفنى لمنتخب السامبا بسبب استبعاده للثلاثى الخطير من خط هجوم منتخب «السليساو» فى المونديال، مما قد يسبب ضربة قاصمة للمنتخب البرازيلى.
واستغلت الجماهير البرازيلية مباراة فلامنجو مع يونيفرسيداد شيلى بطل شيلى فى كأس الليبرتادورس بملعب «ماراكانا» الشهير لتشن حملة ضارية على دونجا، ورفعت لافتة عليها صورته مكتوب عليها»هل تعرف كيف تصلى وتدعو الله؟ لأنك بهذا الفريق الضعيف لن تستطيع الفوز حتى ولو بمعاونة «ماكومبا»، وهى كلمة برازيلية تشير إلى وجود الحظ والاعتماد على السحر لتحقيق النصر.
وفى السياق ذاته، وجه البرازيلى فيليبى ماسا سائق فريق فيرارى المنافس ببطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-١ انتقادا لدونجا، وقال فى مقابلة مع شبكة «جوفين بان» الإذاعية البرازيلية: «الحقيقة أننى لا يعجبنى ذلك، وأعتقد أن أغلب البرازيليين لا يعجبهم ذلك أيضا، ويجب أن تصطحب أفضل اللاعبين إلى كأس العالم، وهذا ما لم يفعله دونجا، لقد اصطحب اللاعبين الذين يثق بهم، واستبعد هؤلاء الأكثر موهبة».
أعرب ماسا عن غضبه لخلو القائمة من رونالدينهو، نجم ميلان الإيطالى، ونيمار وباولو هنريكى جانسو نجمى فريق سانتوس، وانضم جانسو ورونالدينهو للقائمة الاحتياطية التى تضم سبعة لاعبين، الذين ربما يمكنهم المشاركة فى كأس العالم، حال تعرض أى لاعب آخر لإصابة.
على الجانب الآخر، دافع الرئيس البرازيلى لويز إيناسيو لولا دا سيلفا عن قائمة اللاعبين الذين اختارهم دونجا، وقال لولا: هناك لاعب أو ربما لاعبان غائبان، وفقا لترشيحات الجميع، ولكن الحقيقة أن دونجا يصطحب معه الفريق الفائز.
أما قائمة المنتخب الفرنسى التى شهدت العديد من المفاجآت أيضا، فحاول الجميع التزام الهدوء حيال استبعاد كل من كريم بنزيمة وباتريك فييرا رغم الدهشة من القرار، ووفقا لصحيفة «ليكيب» الفرنسية فإن بنزيمة حاول التظاهر بأنه غير متأثر نفسيا خلال مشاركته فى مران ريال مدريد، ونقلت عنه قوله : أشعر بخيبة أمل لعدم دخولى قائمة كأس العالم ولكننى لست مكتئبا.
وحرص الأرجنتينى جونزالو هيجوين مواساته خلال المران والتأكيد له على أنه لاعب شاب وبإمكانه المشاركة فى كأس العالم المقبلة فى البرازيل ٢٠١٤، فيما أشار تييرى هنرى قائد منتخب الديوك إلى أن استبعاد بنزيمة من قائمة المونديال بمثابة ضربة قاصمة للاعب ستؤثر بالتأكيد على حالته النفسية، لأن حلم المشاركة فى المونديال يراود جميع لاعبى العالم، الا أننا فى النهاية يجب أن نرضخ لقرار المدرب.
وأكد دومينيك أنه كان «يفكر فى كرة القدم فقط» عندما اتخذ قراره بعدم استدعاء بنزيمة الذى سجل ثمانية أهداف فقط هذا الموسم بعدما انتقل فى الصيف الماضى من ليون الفرنسى إلى ريال مدريد الإسبانى مقابل ٣٥ مليون يورو.
وقال دومينيك: بنزيمة لديه الموهبة وسيعود للفريق.. مر بموسم صعب مع ريال مدريد ونحن بحاجة إلى لاعبين منتعشين ومتعطشين للانتصارات.
ومن بين أبرز الأسماء الغائبة عن البطولة أيضا، فرانشسكو توتى قائد فريق روما الإيطالى الذى اعتزل اللعب الدولى بعدما شارك مع الفريق فى الفوز بلقب مونديال ٢٠٠٦ بألمانيا ولكن الفترة الماضية شهدت بعض الجدل بشأن إمكانية عودته لصفوف الفريق.
كما خلت القائمة من زميله لوكا تونى الذى كان المهاجم الرئيسى للفريق فى مونديال ٢٠٠٦ وكأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو ٢٠٠٨) رغم انتقاله من بايرن ميونيخ الألمانى إلى روما الإيطالى بحثا عن المشاركة فى المباريات وتعزيز فرصته للعب فى المونديال، ولم تضم القائمة أيضا أنطونيو كاسانو صانع ألعاب فريق سامبدوريا الإيطالى وماريو بالوتيللى مهاجم إنتر ميلان الإيطالى.
ونفس الأمر بالنسبة للمنتخب الأرجنتينى الذى أعلن دييجو أرماندو مارادونا المدير الفنى له استبعاد كل من إستيبان كامبياسو وخافيير زانيتى لاعبيا إنتر ميلان وفيرناندو جاجو لاعب خط وسط ريال مدريد الإسبانى وجابرييل ميليتو مدافع برشلونة الإسبانى.
وفى هولندا أوضح بيرت فان مارفيك المدير الفنى للمنتخب الهولندى أسباب استبعاده للمخضرم رود فان نيستلروى مهاجم هامبورج قائلا: أعتقد أن رود جاهز بدنيا ولكن لم يعد لديه الوقت للعودة إلى مستواه السابق بعد الإصابة التى تعرض لها فى الركبة.. أبلغته بأننا تابعناه جيدا وأننا معجبون بكفاحه وحرصه من أجل المشاركة فى كأس العالم.. ولكنه لم يشارك لفترة طويلة للغاية بسبب إصابة الركبة. كان صعبا بالنسبة له أن يستعيد مستواه السابق.
ومن أبرز الظواهر التى شهدتها قوائم منتخبات كأس العالم هى تصدر لاعبى الدورى الإنجليزى للقوائم الأولية للمنتخبات، حيث اختير ١٣٤ لاعبا، ضمن صفوف المنتخبات الـ٣٢ لكأس العالم، وبينهم المنتخب الإنجليزى.
اعتمدت منتخبات كأس العالم على لاعبى الدوريات الممتازة ولاعبى الدرجات الأقل، حيث تم اختيار ٩٣ لاعبا من الدوريات الإيطالية و٨٩ لاعبا من الدوريات الألمانية و٧٤ من الدوريات الأسبانية.
وينتمى اللاعبون الذين تم الإعلان عن أسمائهم فى قوائم منتخبات كأس العالم، إلى ٥٤ دولة.
اختار المدرب الإيطالى فابيو كابيللو قائمة من ٣٠ لاعبا للمنتخب الإنجليزى من الدورى المحلى، فيما اختارت إيطاليا، حاملة لقب كأس العالم، وألمانيا لاعبا محترفا واحدا خارج البلاد للقائمة، حيث انضم جيوسيبى روسى لاعب فياريال الإسبانى إلى قائمة المنتخب الإيطالى فى الوقت الذى انضم فيه مايكل بالاك، لاعب تشيلسى الإنجليزى إلى قائمة المنتخب الألمانى، على النقيض، اختارت سلوفينيا وغانا وشيلى قائمة أولية تضم لاعبين محترفين فى ١٤ دولة مختلفة.